المدة الزمنية 2:53

كيف يرقي المريض نفسه؟ أفضل رقية أن ترقي نفسك كندا

تم نشره في 2022/06/09

إن الابتلاء بالمرض سنةُ الله الجارية في خلقه، يبتلي الله به الناس عمومًا؛ المؤمن والكافر، الصالح والطالح، فما من إنسان في هذه الدنيا إلا ولا بد أن يواجهَ فيها مرضًا وعافيةً، وفرحًا وحزنًا، وسراءَ وضراءَ؛ قال تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 1، 2]، فكلُّنا أصحاب بلاء، فمنَّا من يبتليه بالنعم لينظر كيف يشكر، ومنا من يبتليه بالمرض والمصائب لينظر كيف يصبر، فكلنا أصحاب بلاء، والمؤمن الحقيقي هو الذي يشكـر الله في السراء، ويصبر في الضراء؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر، فكان خيرًا له))[1]. ولذلك فإن ربنا جل جلاله وعمَّ نَواله عندما يبتلي عبدَه بالمرض، يبعث إليه مَلَكَيْنِ، ينظران ماذا يفعل؟ وماذا يقول لعُوَّاده؟ ونحن قد رأينا الكثير من المرضى عندما يزوره زائر، ويسأله: كيف حالك؟ يقول: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على كل حال، الحمد لله أخذ مني شيئًا، وأعطاني أشياءَ، الحمد لله الذي لم يجعلني مثل فلان وفلان، وربما به أمراض الدنيا، وربما عجز الأطباء عن شفائه، وربما يتألم ألمًا شديدًا، لكن إذا جاءه الزوار وسألوه: كيف حالك؟ كيف مرضك؟ قال: الحمد لله، إنا لله وإنا إليه راجعون، هل تدري ما لهذا المريض الصابر المحتسب من الأجر والثواب عند الله تعالى؟ اسمع: ((إذا مرِضَ العبد، بعث الله تعالى إليه مَلَكَيْنِ، فقال: انظرا ماذا يقول لعُوَّاده؟ فإن هو إذا جاؤوه، حمِدَ الله وأثنى عليه، رفعا ذلك إلى الله عز وجل - وهو أعلم - فيقول: لعبدي عليَّ إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن أنا شفيتُهُ أن أبدل له لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، وأن أكفِّرَ عنه سيئاته))[2]، فأول ما يصيبه المرض يقول: ((إنا للـه وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخْلِفْ لي خيرًا منها))، هل تدري ما للذي يصبر ويحتسب من الأجر والثواب؟ قال تعالى:﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 156، 157]. قال ابن عباس رضي الله عنه عن هذه الآية: "أخبر الله أن المؤمن إذا سلَّم الأمر إلى الله، ورجع واسترجع عند المصيبة، كُتب له ثلاثُ خِصال من الخير: الصلاة من الله - وهي مغفرة الذنوب - والرحمة، وتحقيق سبيل الهدى"[3]، الله أكبر! أي فضل بعد صلوات الرب ورحمته وهداه؟ 1] صحيح مسلم، كتاب الزهد والرقائق – باب: المؤمن أمره كله خيرٌ: (4/ 2295)، برقم (2999). [2] أخرجه مالك في الموطأ، كتاب العين – باب: ما جاء في أجر المريض: (2/ 940)، برقم (5). [3] جامع البيان للطبري: (3/ 223)، وشعب الإيمان للبيهقي، باب: في الصلوات - فضل المشي إلى المساجد: (7/ 117) برقم (2911).

الفئة

عرض المزيد

تعليقات - 2